مصر وروسيا.. اتفاقيات جديدة رغم الحروب والتحديات واستثمارات جديدة بـ4.6 مليار دولار
تحتفل مصر وروسيا اليوم، السبت، بذكرى مرور 80 عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث شهدت العلاقات المصرية الروسية تقارباً كبير في السنوات الأخيرة.
كتب محمد القاضى
تحتفل مصر وروسيا اليوم، السبت، بذكرى مرور 80 عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث شهدت العلاقات المصرية الروسية تقارباً كبير في السنوات الأخيرة.
وشهدت الدولتان تعاونا واسعا وشراكات عديدة، ويتعاون البلدان في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، ويتطلع الطرفان لاستمرار التعاون الوثيق على أساس المصلحة المشتركة للبلدين ومراعاة قواعد العلاقات الدولية والقانون الدولي.
قوة دفع للعلاقات المصرية الروسية
وفي هذا الصدد، أنارت وزارة الخارجية، مبنى الوزارة، أمس الجمعة، بالرقم 80، احتفالا بمرور 80 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا.
واحتفلت السفارة الروسية في مصر بهذه المناسبة، حيث سلطت الضوء على إنارة مبنى وزارة الخارجية المصرية بالرقم 80.
ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن العلاقات المصرية الروسية بمناسبة مرور 80 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية للبلدين.
واكتسبت العلاقات المصرية - الروسية قوة دفع قوية جديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى باتت أكثر تميزا في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تتسم بعدم الاستقرار، وقد ارتبطت علاقات مصر مع روسيا بالظروف السياسية على المستوى الدولي التي كان لها دور كبير في التقارب المصري - الروسي.
تعد مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وتطورت على أثرها العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني، عكستها أول زيارة رسمية للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك إلى روسيا الاتحادية في سبتمبر 1997، التي وقّع خلالها البيان المصري - الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.
وفي إطار هذا التعاون والشراكة، على إنشاء المرحلة الأولى من المدينة الصناعية الروسية في مصر، والتي توصف بأنها أكبر مدينة صناعية روسية داخل المحروسة.
المدينة الصناعية الروسية في مصر
وكانت المفاوضات الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعة الروسية، بدأت بين القاهرة وموسكو، في مصر بعد القمة المصرية الروسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره فلاديمير بوتين، في سوتشي عام 2014، وفي أغسطس من عام 2017 بدأت المفاوضات الفعلية حول إنشاء المنطقة.
وتوفر المنطقة الصناعية الروسية في مصر، وهي المشروع المحوري للتعاون الروسي المصري الإقامة في المكاتب شرق بورسعيد أو فروع شركات السيارات والبتروكيماويات والطاقة والدواء ومواد البناء الثقيلة، حيث تعتبر المنطقة الاقتصادية الخاصة في مصر قاعدة انطلاق لتوسيع الأعمال التجارية للشركات الروسية في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ينظر إلى المنطقة الصناعية الروسية كمشروع رائد في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وستبلغ استثمارات المنطقة الصناعية الروسية 4.6 مليار دولار، حيث سيطلق عليها اسم "صن سيتي" أي مدينة الشمس، وستقام على مساحة ألفي هكتار، وتقع المدينة على الساحل المصري للبحر الأبيض المتوسط، بالقرب من قناة السويس، التي من خلالها تمر 20% من التجارة العالمية.
وستضاف الروح الروسية لهذه المدينة الصناعية، حيث سيتم بناؤها على شكل نصف دائرة، وستتكون من قسمين: شرقي وسيطلق عليه "موسكو" وغربي سيطلق عليه "سانت بطرسبرج"، والأراضى بين المنطقتين سيتم تسميتها "الأورال"، لأنها تقع فى منطقة وسط روسيا، وستكون هناك منطقة ترفيهية وحديقة مثلثة الشكل ليتمكن سكان هذه المدينة من قضاء وقت فراغهم.
لقاءات رسمية بين قادة البلدين
ومن آخر اللقاءات التي جمعت مصر وروسيا، كانت مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى الاجتماع الموسّع الذى عقده رؤساء المبادرة الأفريقية المشتركة للمساهمة في تسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية، خلال يونيو الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فى مدينة سان بطرسبرج الروسية، بحضور سامح شكرى، وزير الخارجية.
وألقى مدبولي كلمة مصر خلال الجلسة، حيث أكد دعم مصر القوى لجهود المُساهمة في تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأوضح أن هذا المسعى المُشترك اليوم يأتى إدراكاً من القادة الأفارقة لعُمق الأزمة وتداعياتها شديدة الوطأة على مواطني طرفي النزاع.
وفي مارس الماضي، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شهد الاتصال تبادل التهنئة بمناسبة مرور 80 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.
وبحث الرئيسان سبل تعزيز مختلف أطر التعاون بين مصر وروسيا، خاصةً من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجارية بينهما، حيث ثمن الرئيسان العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين الدولتين في مختلف المجالات على المستويين الرسمي والشعبي، مع تأكيد مواصلة دفع تلك الروابط خلال الفترة القادمة.
حب شعبي بين الدولتين
وفى 8/2/2023 ضمن مبادرة "ساعة مع الوزيرة"، عقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاءً تفاعليا مع ممثلي الجاليات المصرية في دول: جاليات المصرية في روسيا.
وحرصت وزيرة الهجرة على تعريف المشاركين باللقاء بما تم تحقيقه للمصريين بالخارج من محفزات ومزايا عدة على مختلف الأصعدة.
وتناولت وزيرة الهجرة استجابة الوزارة السريعة لمطالب أسر المصريين بالخارج، حول تعديل مواعيد امتحانات "أبناؤنا فى الخارج"، واعتماد العام الدراسي على فصلين دراسيين بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى التنسيق مع وزارة "التعليم العالي" لتوفير فرصة استثنائية لمدة سنة لتوفيق الأوضاع للأساتذة الذين تخطوا الحد المسموح به من سنوات الإعارة أو الإجازات.
وحول قوة العلاقات بين مصر وروسيا، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الروسية علاقات عميقة، وهناك تقارب كبير بين البلدين، كما أن هناك حرصا من الأطراف المشتركة في مصر وروسيا على تنظيم وتطوير منظومة العلاقات.
وأضاف فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن منظومة العلاقات لا تتوقف على التعاون في المحطات النووية أو على العلاقات الدبلوماسية، إنما تتوقف أيضا على جملة من الأمور، وجزء من المناورات العسكرية الروسية المصرية التي جرت في توقيتات معينة بمنطقة شرق المتوسط وخارجها، ووصلت لمنطقة البحر الأسود.
وأشار إلى وجود العديد من الاستثمارات الروسية على الأراضي المصرية سواء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى شمال الخليج، معقبا: "تجمع البلدين استثمارات بمختلف المجالات".
واختتم: "العلاقات المصرية الروسية تعد علاقات جيدة، وهناك تواصل وحب شعبي بين الدولتين وليس على مستوى القيادة السياسية فقط، ودور مصر متوازن تجاه القضايا محل الاهتمام، كما أن القاهرة حريصة على دعم العلاقات مع موسكو، وجمعت زعماء البلدين لقاءات عدة، مما ساعد في تقوية العلاقات بينهما".