أزمة غاز تهدد أوروبا ومفتاح الحل بيد روسيا
حذر بنك روسي من أزمة مقبلة على قطاع الغاز الطبيعي في أوروبا، وذلك بتراجع الإمدادت الروسية إلى القارة العجوز، التي تسير أغلب دولها، ضد روسيا وتفرض عليها عقوبات لحربها مع أوكرانيا.
كتب محمد محمود
حذر بنك روسي من أزمة مقبلة على قطاع الغاز الطبيعي في أوروبا، وذلك بتراجع الإمدادت الروسية إلى القارة العجوز، التي تسير أغلب دولها، ضد روسيا وتفرض عليها عقوبات لحربها مع أوكرانيا.
وبحسب ما ذكر بنك في إي بي الروسي، فإن صادرات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي قد تنخفض إلى 21 مليار متر مكعب هذا العام، وفق ما ذكرت شبكة سكاي نيوز عربية.
ووفق هذه النسبة، فهذا يعني انخفاض أقل بنحو الثلثين مقارنة بالعام الماضي وأقل من سدس كمية عام 2021.
ويتوقع البنك،أن ينخفض إجمالي صادرات الغاز الطبيعي الروسي هذا العام إلى 100 مليار متر مكعب من 131 مليار متر مكعب في عام 2022.
كما يتوقع البنك الروسي في المقابل، ارتفاع صادرات النفط الروسية إلى 239 مليون طن في عام 2026 بفضل تعزيز الصادرات للصين والهند.
يأتي هذا التحذير، في الوقت الذي يتم فيه ملء مخزون الغاز في أنحاء أوروبا بنسبة تقل قليلاً عن 90٪، مما يصل إلى هدف إلزامي لضمان قدرة القارة على توفير الطاقة خلال فصل الشتاء، وفق ما ذكرت شبكة يورونيوز الأوروبية.
لكن لم تصل جميع دول الاتحاد الأوروبي التي لديها مرافق تخزين حتى الآن إلى متطلبات السعة البالغة 90٪، لكن المتحدث باسم المفوضية أبدى ملاحظة متفائلة، ذاكرا أن "الدول الأعضاء ترى وتفهم أنه من المهم للغاية الالتزام بإعادة ملء مرافق تخزين الغاز ".
وأضاف: "هذه عملية مستمرة ونحن نسير على الطريق الصحيح".
تم تحديد الهدف المتمثل في ملء تخزين خزانات الغاز بنسبة 90٪ بحلول 1 نوفمبر 2023 في العام الماضي، بعد أسابيع من تدخل روسيا بأوكرانيا، حيث بدأت أسعار الطاقة في الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة وبسبب المخاوف من أن موسكو قد تغلق أنابيب خطوط الغاز.
وقد تحققت هذه المخاوف بعد فترة وجيزة رداً على العقوبات الاقتصادية واسعة النطاق التي فرضها الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى التعهد بوقف جميع واردات الوقود الروسية.
وقبل الحرب الروسية في أوكرانيا، كان الاتحاد الأوروبي يشتري 40% من إمداداته من الغاز من موسكو.
وأثار الانقطاع المفاجئ لإمدادات الطاقة من روسيا مخاوف من أن يعاني الاتحاد الأوروبي من انقطاع التيار الكهربائي في فصل الشتاء، مما دفع الحكومات إلى إعداد أسوأ السيناريوهات بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل .
ومع ذلك، فإن الاعتماد على الموردين الأجانب للغاز يعني أن الاتحاد الأوروبي يظل عرضة لتقلبات الأسعار، ولن تهدأ السوق الأوروبية من ناحية الغاز إلا بعد عودة الإمدادت الروسية لطبيعتها، وهو أمر مستبعد الآن تماماً.