السيسى يدعو إلى تطوير نظام «التمويل الدولى»
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، في الجلسة الثالثة والختامية لقمة مجموعة العشرين المنعقدة بالعاصمة الهندية نيودلهى.
كتب نهى الشعراوى
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، في الجلسة الثالثة والختامية لقمة مجموعة العشرين المنعقدة بالعاصمة الهندية نيودلهى.
وقال الرئيس في كلمته بالجلسة: «تابعت باهتمام الكلمات القيمة التي أدليتم بها، حول كيفية التعامل مع الأزمات الدولية، وضرورة توافر الإرادة السياسية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان مستقبل أفضل للإنسانية».
وأضاف: «ولعل الحديث عن المستقبل يدفعنى للإشارة إلى الآمال العريضة المُعلقة على التحول التكنولوجى لزيادة الإنتاجية، وتوفير فرص جديدة للنمو والاستثمار، إلا أنه لضمان مستقبل أفضل للبشرية بأسرها، ينبغى العمل على سد الفجوة التكنولوجية الكبيرة بين الدول، وذلك حتى لا يكون التقدم التكنولوجى محركًا إضافيًّا لانعدام المساواة».
وتابع: «من جانب آخر، لا يخفى عليكم تصاعد المخاوف منذ سنوات، بشأن أثر الميكنة والذكاء الاصطناعى على مستقبل التوظيف، وهو الأمر الذي قد تتضاعف آثاره الاجتماعية والاقتصادية السلبية في الدول النامية، التي اعتمدت على الصناعات كثيفة العمالة، بما يُنذر بإهدار الكثير مما تم إنجازه من جهود التنمية.. ودعونا أيضًا نتفق على أن الانطلاق للمستقبل، والحلول القائمة على التعاون متعدد الأطراف، تستوجب الإسراع في معالجة التحديات القائمة قبل أن تستفحل، وتتسبب في أزمات تستعصى على الحل، وفى هذا السياق أخص بالذكر ما يلى أن هناك حاجة مُلِحّة لمعالجة إشكالية ديون الدول النامية، التي باتت تتخذ أبعادًا خطيرة نتيجة ارتفاع أعباء خدمة الدَّيْن، ليس فقط بالنسبة للدول منخفضة الدخل، وإنما أيضًا في الدول متوسطة الدخل، وهو الأمر الذي يتطلب سرعة اتخاذ قرارات حاسمة تحُول دون اندلاع أزمة ديون عالمية، ويقتضى التزامنا بأجندة التنمية المستدامة وأهداف (اتفاق باريس للمناخ) ضمان توافر التمويل اللازم، وتطوير نظام التمويل الدولى وممارسات بنوك التنمية متعددة الأطراف، وذلك عبر تعظيم قدرتها على الإقراض، ولاسيما توفير التمويل الميسر، مع ضمان ألّا يكون التمويل المناخى على حساب التمويل التنموى، وأشدد هنا بمناسبة رئاسة بلادى لمؤتمر (كوب ٢٧) على أهمية توافر وسائل التنفيذ، وذلك من الناحية التمويلية، من خلال وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها، فضلًا عن نقل التكنولوجيا، وإننى على ثقة في قدرتكم على اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق أهدافنا المشتركة، ووضعها موضع التنفيذ».
إلى ذلك، التقى الرئيس مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان، وقال المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيسين أكدا أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائى، كما أعربا عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمى كنهج استراتيجى راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وبما يسهم في صون الأمن والاستقرار في منطقة شرق»المتوسط».
وتناول اللقاء تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن سبل تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين.
كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع المستشار الألمانى أولاف شولتز، وذلك على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين بالهند.
وأشاد الزعيمان بتطور مسار العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كل المجالات، وهو ما انعكس على معدل وكثافة تبادل الزيارات بين كبار مسؤولى البلدين على مدار السنوات الماضية، مؤكدين التطلع لتعظيم التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق والتشاور السياسى.
كما استعرض الجانبان أطر التعاون القائمة في مختلف المجالات، ولاسيما في قطاعات النقل والتصنيع والطاقة، فضلًا عن العمل على زيادة الاستثمارات الألمانية في مصر ودفع التعاون الاقتصادى بين الجانبين.
وتطرق اللقاء إلى استعراض سبل تنسيق الجهود بين البلدين في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تطورات عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة في السودان، وكذلك الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقد قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة لضريح غاندى، على هامش قمة مجموعة العشرين.