تحذير لا لبس فيه.. إرهاب اليمين المتطرف في فرنسا يتفاقم
أجرى نيكولا ليرنر، المدير العام للأمن الداخلي (DGSI) مقابلة نادرة مع صحيفة "لوموند"، نُشرت يوم الأحد 9 يوليو. حذر من خلالها من عودة أعمال العنف في فرنسا التي ينفذها اليمين المتطرف منذ الربيع الماضي.
أجرى نيكولا ليرنر، المدير العام للأمن الداخلي (DGSI) مقابلة نادرة مع صحيفة "لوموند"، نُشرت يوم الأحد 9 يوليو. حذر من خلالها من عودة أعمال العنف في فرنسا التي ينفذها اليمين المتطرف منذ الربيع الماضي.
تم إصدار الإنذار بالفعل عدة مرات، لكن هذه المرة كلمات رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية لا لبس فيها.
إذ في المقابلة الصحفية كشف أن التهديد الإرهابي من أقصى اليمين المتطرف يتفاقم في فرنسا منذ عدة أشهر: "منذ الربيع الماضي، شهدنا عودة مقلقة للغاية لأعمال العنف أو الترهيب من جانب اليمين المتطرف، وهو جزء من انفصال مفترض عن الإطار الديمقراطي".
ويشعر المسؤول الكبير بالقلق إزاء "التقليل من أهمية استخدام العنف وإغراء الرغبة في فرض أفكار المرء من خلال الخوف أو الترهيب" في حركة اليمين المتطرف "القوية التي يبلغ قوامها حوالي 2000 شخص".
ويذكر في المقابل، أنه "تم إحباط عشرة مشاريع هجمات إرهابية لليمين المتطرف منذ عام 2017".
ولم يعد المستهدفون مجرد مواطنين، بل هم ممثلون منتخبون للجمهورية، ولا سيما رؤساء البلديات. ويستشهد بتلك الموجودة في "سان بريفين ليه بين"، أو "كالاك".
ومن بين هذه العمليات العنيفة لليمين المتطرف، يمكن العودة إلى المظاهرات اليمينية المتطرفة ضد نقل مركز استقبال طالبي اللجوء إلى بلدة سان بريفين ليه التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر وانتهت بحرق منزل عمدة يانيك مورز الذي استيقظ فجرًا على النار التي اندلعت في سيارتين من جراء إلقاء زجاجة مولوتوف ثم لامست النيران جدران منزله. وفي يوم الأربعاء 10 مايو، أعلن استقالته ومغادرته سان بريفين ليه حيث عاش لمدة اثنين وثلاثين عامًا.
وبالنسبة للباحث المتخصص في حركات اليمين المتطرف، ومدير مرصد التطرف لمؤسسة جان جوريس، جان إيف كامو فإن "ناقوس الخطر دق منذ عام 2016".
ويوضح، "سبق لمسؤول في الأمن الداخلي الفرنسي، أن تحدث في جلسة أمام الجمعية العامة في عام 2016 عن تخوفه من الاعمال الإرهابية لليمين المتطرف.
ومنذ بداية فترة حكم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عام 2017، قدم وزير الداخلية في سابقة أرقاما حول إحباط عمليات إرهابية لليمين المتطرف من قبل أجهزة الدولة".
ويتابع، "في العادة، يمارس نشطاء هذه المجموعات أعمال العنف على أصحاب البشرة السوداء أو اليهود أو المسلمين لكن اليوم أصبحوا يستهدفون الدولة ومجموعة متنوعة من الأحداث والمشاريع: مراكز استقبال طالبي اللجوء، وأماكن عبادة جاهزة لاستضافة أحداث ثقافية. ويتسببون في إلغاء حفلات في الكنائس. والسلطات أصبحت على علم بهذا التغيير في النهج والأسلوب وبالبعد الإرهابي الذي تتخذه بعض الأعمال لهذا سارت بعض الملفات تعالج على مستوى مكتب المدعي العام لمكافحة الإرهاب".
ووفقًا لتقرير يوروبول الأخير الذي يقيّم الوضع واتجاهات الإرهاب داخل الاتحاد الأوروبي في عام 2022 ، والذي نُشر في نهاية يونيو، فإن فرنسا تتصدر لائحة الدول المنتمية إلى منطقة شنغن التي تواجه التهديد الإرهابي اليميني المتطرف.
كتب محمد الجبالى