جهود الأزهر في التصدي لحملات حرق المصحف تؤتي ثمارها

تصدى الأزهر الشريف خلال عام ٢٠٢٣ لحملات حرق المصحف الشريف في عدد من الدول الأوروبية، فأدان بأشد العبارات هذه الأفعال المسيئة لقدسية الأديان، مطالبًا بوضع الحلول لمنع تكرار هذه الجرائم، حاشدًا جهود المؤسسات الدينية والسياسية وصناع القرار حول العالم لوضع حد للمساس بالمقدسات الإسلامية وكل المقدسات في العالم.

جهود الأزهر في التصدي لحملات حرق المصحف تؤتي ثمارها

كتب محمود الاسود

تصدى الأزهر الشريف خلال عام ٢٠٢٣ لحملات حرق المصحف الشريف في عدد من الدول الأوروبية، فأدان بأشد العبارات هذه الأفعال المسيئة لقدسية الأديان، مطالبًا بوضع الحلول لمنع تكرار هذه الجرائم، حاشدًا جهود المؤسسات الدينية والسياسية وصناع القرار حول العالم لوضع حد للمساس بالمقدسات الإسلامية وكل المقدسات في العالم.

أدان الأزهر الشريف في ٢١ يناير إقدام متطرفين بالسويد على حرق المصحف الشريف، لافتا إلى أن استخراج تصاريح للسماح بهذه التظاهرات من قبل الشرطة السويدية يدل على تواطؤ السلطات الرسمية في البلاد مع هؤلاء المجرمين الذين يحاولون المساس بالمقدسات الإسلامية،مطالبا المجتمع الدولي بالوقوف في وجه محاولات العبث بالمقدسات الدينية، ووضع حد لفوضى لإساءة تسيس مصطلح "حرية التعبير" واستغلاله في سوق السياسات والانتخابات، وفتح تحقيق عاجل في هذه الحوادث المتكررة التي لا تقل خطرها عن خطر الهجمات الإرهابية.

بادر الأزهر الشريف بحشد الجهود العالمية من أجل إيجاد حلول جذرية، وناجعة لمنع تكرار حوادث حرق المصحف، حيث ناقش شيخ الأزهر مع وزير الخارجية الإيطالي خلال لقاءهما بمشيخة الأزهر في ٢٣ يناير، عقد مؤتمر عالمي لتجريم الإساءة للأديان والتصدي لحملات حرق المصحف الشريف، يجمع قيادات من مختلف الأديان والشرائع ورجال السياسة وصناع القرار العالمي، لإيجاد حلول لهذا التطرف ضد الإسلام والمسلمين، وتجريم الإساءة لكل مقدسات الأديان ورموزها.

واصل الأزهر الشريف الضغط على الحكومة الهولندية والسويدية في ٢٥ يناير عقب السماح لبعض المتطرفين بحرق المصحف الشريف، حيث دعا جماهير المسلمين حول العالم لمقاطعة المنتجات الهولندية والسويدية بكافة أنواعها، وتعريف الأطفال والشباب بها، وأن التخاذل في المشاركة فيها هو تخاذل صريح عن نصرة الدين، مطالبا باتخاذ موقف قوي وموحد نصرة لكتاب الله، وبما يعد ردا مناسبا لهاتين الحكومتين في السماح للإساءة لما يقارب ملياري مسلم حول العالم، تحت لافتة "حرية التعبير" الزائفة والتي تعبر عن ديكتاتورية الفوضى.

طالب فضيلة الإمام الأكبر خلال لقائه مجموعة من كبار المفكرين والإعلامين الفرنسيين بمشيخة الأزهر في ١٩ مارس، إلى ضرورة الالتفاف حول "حوار الأديان" والاحترام المتبادل لمقدسات الآخرين من أجل ترسيخ مبادئ المواطنة والتعايش الإيجابي وقبول الآخر، مشيرا إلى أن محاولات المساس بمقدسات المسلمين من خلال السماح بحرق المصحف تستهدف في الأساس تشويه الدين بشكل عام واقصائه عن حياة البشر، وإذا لم يتم الاتحاد في وجه هذه الحوادث التي تقوم بحرق المصحف "كتاب الله" فسيقوم هؤلاء المجرمون بالمساس والتعرض بشكل سلبي لكل ما هو ديني في أقرب فرصة ممكنة، وأن الإعلام عليه دور كبير في التوعية بمخاطر السماح لهذه السلوكيات المتطرفة، وما يمكن أن يتسبب فيه من الإخلال بالسلم المجتمعي ونشر الفوضى والتعصب ورفض الآخر، وتزكية الصراعات المبنية على أساس الدين بدلا من تعزيز دور الدين في قبول الآخر وترسيخ التعايش والاندماج الإيجابي. 

أدان الأزهر الشريف في ٢٧ مارس إقدام مجموعة من الإرهابيين بالدنمارك على حرق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة كوبنهاجن، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن السماح بهذا النوع من التطرف تزامنا مع الشهر الكريم، هو إرهاب مقيت وفكر جاهلي أهوج، لا يعبر إلا عن تعصب وكراهية تجاه المسلمين، وهو مظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا البغيضة التي تؤجج العنف والتطرف بين أتباع الديانات، محذرا من أن الاستمرار في هذا النهج المتطرف هو استهداف صريح للجهود التي تسعى لمد جسور الحوار التي بناها عقلاء العالم وقادته الدينيون، وأنها دليل فاضح على تجرد مرتكبي هذه الأفعال من كل القيم الإنسانية، مجددا الدعوة للمجتمع الدولي للإسراع في استصدار قوانين رادعة تجرم الإساءة للأديان والمساس بالمقدسات، ووضح حد لفوضى إساءة استخدام مصطلح "حرية التعبير".